21 oct. 2013

العبادات التي تدفع و ترفع الفتن و تساعد على الثبات عند وقوعها

العبادات التي لها خصوصية في دفع الفتن ورفعها والثبات عند وقوعها:

الصلاة:
" كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ صَلَّى " (رواه أحمد وأبو داود، وحسنه الألباني).

وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: " لَقَدْ رَأَيْتُنَا لَيْلَةَ بَدْرٍ وَمَا مِنَّا إِنْسَانٌ إِلاَّ نَائِمٌ! إِلاَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّهُ كَانَ يُصَلِّي إِلَى شَجَرَةٍ وَيَدْعُو حَتَّى أَصْبَحَ، وَمَا كَانَ مِنَّا فَارِسٌ يَوْمَ بَدْرٍ غَيْرَ الْمِقْدَادِ بْنِ الأَسْوَدِ! "
(رواه الإمام أحمد، وقال الشيخ أحمد شاكر: إسناده صحيح)

الدعاء والتَّضَرُّع:
قال الله تعالى  ( إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُمْ بِأَلْفٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ مُرْدِفِينَ ) (الأنفال:9)

( وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ) (غافر:60)

وهكذا كان فِعْلُ الأنبياء والصالحين على مَرِّ الزمان؛ قال تعالى عن نَبِيِّهِ نوح عليه السلام:
( فَدَعَا رَبَّهُ أَنِّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ ) (القمر:10)

وقال عن نَبِيِّهِ ذي النون عليه السلام:
( وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لا إِلَهَ إِلا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ ) (الأنبياء:87)
 ثم أخبرنا عَزَّ وجَلَّ بالطريق: ( وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ ) (الأنبياء:88)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أَعْجَزُ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ عَنِ الدُّعَاءِ ) (رواه البيهقي، وصححه الألباني)

وكذلك التَّعَوُّذ من الفتن:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ) (رواه مسلم)
إِذَا اعْتَصَمَ الْمَخْلُوقُ مِنْ فِتَنِ الْهَوَى بِخَــالِقِهِ نَجَّـــاهُ مِنْهُـــنَّ خَــالِقُه

الذِّكْر:
قال الله تعالى:
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) 

من الضرورى عدم الانشغال عن العمل الصالح بتتبع الأخبار و"القيلِ والقالِ"، و"سمعت ورأيت وأتوقع" وغير ذلك مما يولع به الناس في مواطن الفتن والنوازل

من الضرورى متابعة أخبار المسلمين والانشغال بهمومهم على أهميته و لا ينبغي أن يشغلنا عن السبب الرئيس من أسباب خروج الأُمَّة من أَزَمَاتها، كما يُنَبِّه إلى أن النَّفسَ في أوقات الفتن خصوصًا إن لم يبادِر المؤمن بإشغالها بالحق شَغَلتْه بالباطل ولابد

ومن عوامل الثبات: الرجوع إلى أهل العلم، وعدمُ سؤال الجُهَّال:
قال الله تعالى  ( فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ ) (النحل:43)

ومن عوامل الثبات: الصبر والاحتساب:
لا يمكن أن يخلو طريق المؤمن مِن بلاء ومحنة

قال الله تعالى:
( أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ ) (العنكبوت:2)

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ) (البقرة:153)

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) (آل عمران:200)

( وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ ) (الفرقان:20)

( ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ ) (النحل:110)

( وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يُوقِنُونَ ) (السجدة:24)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ( يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالْقَابِضِ عَلَى الْجَمْرِ ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني)

ومن عوامل الثبات: مُقارَنةُ الحِلْمِ والرِّفق، ومُفَارقة العَجَلة والطَّيْش:
قال خَبَّاب بن الأَرَتِّ: شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً لَهُ فِي ظِلِّ الْكَعْبَةِ
قُلْنَا لَهُ: أَلاَ تَسْتَنْصِرُ لَنَا! أَلاَ تَدْعُو اللَّهَ لَنَا! قَالَ:
( كَانَ الرَّجُلُ فِيمَنْ قَبْلَكُمْ يُحْفَرُ لَهُ فِي الأَرْضِ فَيُجْعَلُ فِيهِ، فَيُجَاءُ بِالْمِنْشَارِ فَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُشَقُّ بِاثْنَتَيْنِ
وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ! وَيُمْشَطُ بِأَمْشَاطِ الْحَدِيدِ مَا دُونَ لَحْمِهِ مِنْ عَظْمٍ أَوْ عَصَبٍ،
وَمَا يَصُدُّهُ ذَلِكَ عَنْ دِينِهِ! وَاللَّهِ لَيُتِمَّنَّ هَذَا الأَمْرَ حَتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِنْ صَنْعَاءَ إِلَى حَضْرَمَوْتَ
لاَ يَخَافُ إِلاَّ اللَّهَ أَوْ الذِّئْبَ عَلَى غَنَمِهِ، وَلَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ ) (رواه البخاري)

ومن عوامل الثبات الإيمان بالقدر، والتفويض إلى الله، والتوكل:
قال الله تعالى عن مؤمن آل فرعون: ( وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ ) (غافر:44)، ثم قال: ( فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا ) (غافر:45)

وقال الله تعالى  ( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ) (آل عمران: 173)

ومن عوامل الثبات التأسي بالأنبياء والرسل والصالحين:
قال تعالى ( فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ) (الأنعام:90)
وعن مصعب بن سعد، عن أبيه، أنه قال: يا رسول الله، مَن أشد الناس بلاءً؟
قال: ( الأَنْبِيَاءُ، ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ، فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلاؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِي دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِيَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلاءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِي عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ ) (رواه الترمذي، وصححه الألباني)

نسأل الله أن يقينا الفتن ما ظهر منها وما بطن
آمين

منقول و بتصرف

3 oct. 2013

العشر الأوائل من شهر ذي الحجة





من فضل الله تعالى على عباده أن جعل لهم مواسم للطاعات، يستكثرون فيها العمل الصالح، و من المواسم الفاضلة عشر ذي الحجة وهي أيام شهد لها الرسول بأنها أفضل أيام الدنيا، بل إن الله تعالى أقسم بها وهذا وحده يكفيها شرفاً وفضلاً، إذ العظيم لا يقسم إلا بعظيم. و هذا يستدعي من العبد أن يجتهد فيها
نسأل الله تعالى أن يرزقنا حسن الاستفادة منها و يعيننا على اغتنامها على الوجه الذي يرضيه

1: كيف نستقبل عشر ذي الحجة؟

التوبة الصادقة: على المسلم استقبال مواسم الطاعات بالتوبة الصادقة و الرجوع إلى الله و الإكثار من الإستغفار، يقول تعالى: { وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } سورة النور: الآية 31

اغتنام هذه الأيام: من صدق الله صدقه الله، قال تعالى: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِين } سورة العنكبوت: الآية 69

البعد عن المعاصي: المعاصي سبب للبعد عن الله والطرد من رحمته، وقد يحرم الإنسان رحمة الله بسبب ذنب يرتكبه

2: فضل العشر الأوائل من ذي الحجة:

أن الله تعالى أقسم بها: إذا أقسم الله بشيء دلّ هذا على عظم مكانته وفضله، إذ العظيم لا يقسم إلا بعظيم، قال تعالى: { وَالْفَجْرِ (1) وَلَيَالٍ عَشْرٍ } سورة الفجر: الآيات1-2. والليالي العشر هي عشر ذي الحجة، وهذا ما عليه جمهور المفسرين، وقال ابن كثير في تفسيره: هو الصحيح.

أنها الأيام المعلومات التي شرع الله فيها ذكره: قال تعالى: { وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَّعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُم مِّن بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ} سورة الحج : الآية 28 ذهب جمهور العلماء على أن الأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة

رسول الله شهد لها بأنها أفضل الأيام : عن جابر عن النبي قال: { أفضل أيام الدنيا أيام العشر - يعني عشر ذي الحجة - قيل: ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال: ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب } رواه البزار وابن حبان وصححه الألباني

فيها يوم عرفة: يوم عرفة يوم الحج الأكبر، يوم مغفرة الذنوب و العتق من النيران

فيها يوم النحر: هو أفضل أيام السنة عند بعض العلماء، قال :{ أعظم الأيام عند الله يوم النحر، ثم يوم القَرِّ } رواه أبو داود والنسائي


اجتماع أمهات العبادة فيها: و هي الصلاة و الصيام و الصدقة و الحج

3: فضل العمل الصالح في العشر الأوائل من ذي الحجة:
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : { ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام - يعني أيام العشر - قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء } رواه البخاري

4: من الأعمال المستحبة في العشر الأوائل من ذي الحجة:
احرص على مجاهدة نفسك بالطاعة في هذه الأيام، يقول أبو عثمان النهدي: كان السلف الصالح يعظمون 3 عشرات: العشر الأخير من رمضان و العشر الأول من ذي الحجة و العشر الأول من محرم

أ - الأعمال التي يستحب للمسلم الحرص عليها:

- أداء مناسك الحج والعمرة: أفضل ما يعمل في عشر ذي الحجة، ومن يسّر الله له حج بيته أو أداء العمرة على الوجه المطلوب فجزاؤه الجنة لقول النبي : { العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة } متفق عليه. والحج المبرور هو الموافق لهدي النبي ، لم يخالطه رياء أو سمعة أو رفث أو فسوق، المحفوف بالصالحات والخيرات


- الصيام: قال سبحانه في الحديث القدسي: { كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به } متفق عليه. و قد خص النبي صيام يوم عرفة فقال: { صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده } رواه مسلم

- الصلاة: هي من أجلّ الأعمال، ولهذا يجب على المسلم المحافظة عليها في وقتها مع الجماعة و الإكثار من النوافل في هذه الأيام، فإنها من أفضل القربات، قال النبي فيما يرويه عن ربّه: {وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه } رواه البخاري

- التكبير والتحميد والتهليل والذكر: عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي قال: { ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد } رواه أحمد. و يستحب الجهر بالتكبير في هذه الأيام

- الصدقة: و لقد حث الله سبحانه و تعالى عليها فقال: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَنفِقُواْ مِمَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لاَّ بَيْعٌ فِيهِ وَلاَ خُلَّةٌ وَلاَ شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمُ الظَّالِمُونَ } سورة البقرة: الآية 254

ب - أعمال أخرى يستحب الإكثار منها:

قراءة القرآن و تعلمه، الإستغفار، بر الوالدين، صلة الرحم، إفشاء السلام و إطعام الطعام، الإصلاح بين الناس، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حفظ اللسان والفرج، الإحسان إلى الجار، إكرام الضيف، الإنفاق في سبيل الله، إماطة الأذى عن الطريق، النفقة على الزوجة والعيال، كفالة الأيتام، زيارة المرضى، قضاء حوائج الناس
الصلاة على النبي، عدم إيذاء المسلمين، الدعاء للإخوان بظهر الغيب، أداء الأمانات والوفاء بالعهد، إغاثة الملهوف، غض البصر عن محارم الله، إسباغ الوضوء، الدعاء بين الأذان والإقامة، قراءة سورة الكهف يوم الجمعة، المحافظة على صلاة الجماعة و السنن الراتبة، صلاة العيد في المصلى،ذكر الله عقب الصلوات، الكسب الحلال
إدخال السرور على المسلمين، صنع المعروف، الدلالة على الخير، الدعوة إلى الله، الصدق في البيع والشراء، الدعاء للوالدين، تعليم الأولاد والبنات، التعاون مع المسلمين في الخير

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم