الإسلام دين و دنيا، نزل بكافة التعاليم، و من بينها:
النظام الصحي: و هنا حث على نظافة الجسم بالغسل
{ لَّمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ }
سورة التوبة الآية 108
{ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ }
سورة البقرة الآية 222
ورد عن سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً أسود - أو امرأة سوداء - كانت تقمّ المسجد فماتت، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم عنها، فقالوا: ماتت.
فقال عليه الصلاة والسلام: "أفلا كنتم آذنتموني! دلوني على قبره". متفق عليه.
فأتى النبي صلى الله عليه وسلم قبرها فصلى عليها.
إن هذه العناية وهذا التكريم من الرسول صلى الله عليه وسلم لامرأة سوداء - أو لرجل أسود - كان من شأنهم كنس المسجد
إنما هو دليل على حرصه عليه الصلاة والسلام على النظافة وعلى إعلاء شأنها،
فهذا الرجل - أو تلك المرأة - الذي كان ينظف المسجد كان يقوم بعمل من صلب الدين، ومن صلب هذه الشريعة السمحاء
لقد أعلى النبي عليه الصلاة والسلام من شأن النظافة، حتى أنه مرة ذكر لأصحابه أنه رأى رجلاً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من
ظهر الطريق كانت تؤذي الناس. فالله تعالى أعطاه ثوابه عظيماً وأجراً كبيراً.
فما أروع أن يظل الطريق نظيفاً بعيداً عن كل أذى، وعن كل أنواع الأوساخ التي تُلقى في الشوارع، لا بد أن نُعنى بنظافة شوارعنا حرصاً على الصحة والمظهر العام،
فقد عدّ النبي صلى الله عليه وسلم إماطةَ الأذى عن الطريق شعبة من شعب الإيمان، فقال عليه الصلاة والسلام: "الإيمان بضعٌ وسبعون، فأفضلها قول ((لا إله إلا الله))، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان". متفق عليه.
أيها الإخوة القراء! أحد مشايخنا - جزاهم الله عنا كل خير - يقول: "من أراد أن يجمع بين أعلى شعبة من شعب الإيمان وأدنى شعبة من شعب الإيمان،
فإذا أماط أذىً عن الطريق (حجراً أو شوكاً أو نحوه) فليقلْ: ((لا إله إلا الله، محمد رسول الله))".
هكذا يجمع بين أعلى وأدنى شعب الإيمان، وليس في الإسلام شيء دنيء أو وضيع، إنما هذه رُتَب،
فالإنسان يدخل في الدين بقوله ((لا إله إلا الله)). ومن أهم ما ينبغي أن يحرص عليه الإنسان المتديّن أن يزيل الأذى من طريق المسلمين.
و هناك أحاديث كثيرة أخرى لخاتم الأنبياء محمد عليه الصلاة و السلام تحث على النظافة و الحفاظ على صحة الجسم و العقل
نظافة اليدين قبل الأكل و بعده و بعد النوم
و نظافة الأطراف بالوضوء، و نظافة الثوب في الملبس
و نظافة المساكن و الشوارع و مصادر المياه كالآبار و الأنهار و الشواطئ
و منع التبول و التغوط في الموارد و الظل و الطرقات، و شجع على طهارتها بكل الوسائل
كما اهتم بالتغذية، فبين منها الحرام لضرره، و الحلال بالحث عليه
و نص على مكافحة الأوبئة و شجع على كل وسيلة للوقاية منها
كما نص على فوائد الحركة و التمارين الرياضية
و بتطبيق هذه المبادئ نستطيع مكافحة عدد من الأمراض. و يبقى الهدف الرئيسي من هذه التعاليم الصحية
التي جاءت في ديننا الحنيف خلق مجتمع مثالي يتمتع بروح سامية و جسم صحيح، عملا بالمقولة المعروفة:
العقل السليم في الجسم السليم
اللهم صل و سلم على نبينا و رسولنا محمد و على آل بيته أمهات المسلمين و أصحابه كلهم أجمعين
ربنا آتنا في الدنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النار
آمين، آمين
سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire