بسم الله الرحمان الرحيم
إن كانت سلامة الجسم نعمة، و سلامة العقل نعمة، فسلامة القلب نعمة النعم.
إن كانت سلامة الجسم نعمة، و سلامة العقل نعمة، فسلامة القلب نعمة النعم.
لأن بها يتقرر مصير الآخرة.
فلنحافظ على سلامة قلبنا بتجنب الأمراض الخلقية و خاصة مرض الحسد.
الحسد هو أن يتمنى شخص زوال النعمة من شخص آخر وأن تكون له.
وهو بخلاف الغبطة فإنها تمني مثلها من غير حب زوالها عن المغبوط.
والتحقيق أن الحسد هو البغض والكراهة لما يراه من حسن حال المحسود.
وهي أول معصية وقعت من الخلق لما حسد إبليس أبونا آدم، ثم حسد قابيل هابيل.
فهو سرطان القلوب، و المصاب به يتألم و يغضب كلما رأى ذا مال وافر، أو جاه عريض أو سمعة طيبة
فيحسده و يفتري عليه الكذب ظلما وعدوانا، ناسيا أو متناسيا ما يسببه له عمله هذا من لعنة و بغض و فضيحة في الدنيا و الآخرة.
فيكون كثير المعاصي، محروم الشفاعة، شديد الهم، قليل الفهم، كثير الحسرة و الخذلان، مذموم السيرة.
وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال
{ لا تباغضوا ولا تقاطعوا ولا تحاسدوا ولا تدابروا وكونوا عباد الله إخوانا }
وفي صحيح ابن حبان { لا يجتمع في جوف عبد الإيمان والحسد } ورواه البيهقي أيضا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه مرفوعا
وأخرج أبو داود والبيهقي عن أبي هريرة أيضا رضي الله عنه أن
النبي صلى الله عليه وسلم قال { إياكم والحسد فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب أو قال العشب }. [ ص: 284 ] ورواه ابن ماجه والبيهقي أيضا وغيرهما من حديث أنس رضي الله عنه ولفظه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
{ الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب، والصدقة تطفيء الخطيئة كما يطفئ الماء النار، والصلاة نور المؤمن، والصيام جنة من النار }
وروى الطبراني بسند رجاله ثقات عن ضمرة بن ثعلبة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
{ لا يزال الناس بخير ما لم يتحاسدوا }
و هل للحاسد دواء يشفيه ؟؟
نعم، يكمن دواءه في شيئين:
العلم و العمل
1- العلم: بأن يعلم علم اليقين أن حسده هذا ضرر عليه و منفعة لمحسوده، و شؤم له في دنياه و آخرته، و لعنة له في الأرض و السماء،
و كفر له بالقضاء و القدر، و ترشيحه لعذاب جهنم.
2- العمل: فيكمن في معاكسة النفس الأمارة بالحقد و الكراهية و البغضاء و الكبر و كل الصقات المذمومة
فيتوب توبة نصوحا، و يجبر نفسه على الحِلم و المحبة و التواضع.
و هكذا يحيى بقلب سليم حياة سعيدة في الدنيا، و يسعد أكثر في الآخرة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire